الــمـثـــقـّــف و الـــعـِــرافــــة
عرفت الانسانية ظاهرة العـِـرافة منذ سالف العصور، فقد انتشرت في
كافة المجتمعات البشرية على مرّ التاريخ ، و لما ظن الكثير منا أنها ستنجلي
مع التقدم العلمي و التكنولوجي في كافة المجالات اللذان يربيان على التفكير
العلمي الصحيح و التحليل المنطقي ، زادت الظاهرة شيوعا و انتشارا.
فقد يظن البعض منا أن البيئة المناسبة لازدهار العـِـرافة هي الجهل و الأمية
و التخلف و فقط ، لكن هذا غير صحيح ، فالكثير من المثقفين ذوي الشواهد
العليا و السياسيين المرموقين ، عندما تضيق عليهم الدنيا بما رحبت ، وتنسدّ
في وجوههم الآفاق ، و في حُـلـْكة الظلام ، و ضبابية المشهد و غموض
المستقبل ، يلجؤون للعرّافين لعلهم يزيلون عنهم الحُجـُب - كما يزعمون-
ليتراءى لهم ما يخبـّـئ لهم القدر ، بل و حتى بعض الملوك و الرؤساء ، في
زماننا هذا ، عُرف عنهم تسخيرهم لقدرات العرافين ، لتمييز من يواليهم
ممن ينافقهم من الحاشية و البطانة ، فهم يعتبرون ذلك أسلوبا فعالا و ضروريا
يساعدهم على إدارة دولهم على النحو الذي ينشدون.
فهل يتعارض التثقف مع الإيمان بهذه الخزعبلات المسماة العـِـرافة ؟
إذا تركنا حكم العــِـرافة في ديننا جانبا ( و هو الكفر : من أتى كاهنا فصدقه
بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) لماذا يذهب المثقفون للعرّافين ؟
المجال مفتوح لآرائكم و تعليقاتكم و حتى لانتقاداتكم البناءة.