ترفع مصر حامل اللقب في النسختين الأخيرتين شعار الثأر عندما تلاقي نظيرتها الجزائر الساعية إلى تأكيد تفوقها على الفراعنة، في ديربي شمال أفريقيا الساخن بين المنتخبين الخميس على ملعب أومباكا في بنجيلا في نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية أنجولا 2010.
وهي المرة الثانية التي يلتقي فيها المنتخبان خارج قواعدهما في شهرين بعد الأولى في السودان في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في المباراة الفاصلة بينهما من أجل التأهل إلى نهائيات كأس العالم والتي حسمها الجزائريون في صالحهم 1-0. كما أنها الثالثة في المدة ذاتها بعد الأولى التي فاز فيها الفراعنة 2-0 في الجولة السادسة الأخيرة من التصفيات وفرضوا اللجوء إلى المباراة الفاصلة.
وإذا كانت المواجهتان الأخيرتان شهدتا أحداث شغب قبلها وبعدها وكادت تؤدي إلى القطيعة الدبلوماسية بين البلدين، فإن مواجهة الخميس تختلف كلياً عن سابقتيها لأنها لن تشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً لمشجعي المنتخبين والذي اقتصر حتى الآن على بضعة مئات، فيما تابع المباراة الأولى في القاهرة نحو 80 الف متفرج، والثانية في السودان نحو 35 الف متفرج.
وتعذر على مشجعي المنتخبين السفر إلى أنجولا منذ بداية البطولة بالنظر إلى التكلفة الغالية لأسعار التذاكر وأماكن الإقامة وصعوبة الحصول على تأشيرات الدخول إلى العاصمة لواندا بعدما أخذت الخارجية الأنجولية علماً بما قامت به جماهير الطرفين في مواجهتي التصفيات.
وبحسب مصادر مقربة من الطرفين فان حكومتي البلدين فسحتا في المجال أمام أعداد تتراوح بين 200 و400 متفرج للسفر إلى بنجيلا وحضور مباراة نصف النهائي.
وتعتبر المباراة ثأرية للمنتخب المصري الساعي إلى رد الإعتبار لخسارته أمام الجزائر في المباراة الفاصلة بهدف المدافع عنتر يحيى وتأكيد أن سقوطها أمام "ثعالب الصحراء" لم يكن سوى مجرد كبوة، فيما تمني الجزائر النفس بالفوز لتأكيد أحقيتها بالفوز على الفراعنة والتأهل الى كأس العالم.
واختلف مشوار المنتخبين في البطولة الحالية حيث ضربت مصر بقوة وحققت 4 انتصارات متتالية بينها فوزان مدويان على نيجيريا والكاميرون بنتيجة واحدة 3-1 علماً بأنها تخلفت 1-0 في المباراتين، رافعة رقمها القياسي في السجل الخالي من الخسارة إلى 17 مباراة وتحديداً منذ خسارتها امام الجزائر بالذات 2-1 في الجولة الثانية من منافسات الدور الأول لنسخة 2004 في تونس.
أما الجزائر، فحققت بداية مخيبة بخسارتها المذلة أمام مالاوي 3-0 في المباراة الأولى، ثم انتزعت تأهلها بشق النفس بفوز على مالي 1-0 وتعادل سلبي مع أنجولا المضيفة، ولكنها أبهرت العالم بعرضها الرائع أمام كوت ديفوار أحد أكبر المرشحين للظفر بالبطولة وفازت 3-2 بعد التمديد.
ولن يقتصر ثأر الفراعنة على خسارة المباراة الفاصلة في السودان، بل يتخطاه إلى سعيها إلى تحقيق فوزها الأول على الجزائر في الكأس القارية حيث خسرت أمامها 3 مرات 3-0 (1984) و2-0 (1990) و2-1 (2004) وتعادلا مرة واحدة 2-2 بعد التمديد عام 1980 عندما فازت الجزائر 4-2 بركلات الترجيح. والتقى المنتخبان حتى الآن 19 مرة، ففازت الجزائر 6 مرات ومصر 5 مرات وتعادلا 8 مرات.
وتأمل مصر في مواصلة انتصاراتها لتحقيق إنجاز غير مسبوق يتمثل في إحراز اللقب الثالث على التوالي والسابع في تاريخها وهي تملك من الأسلحة ما يكفي لتحقيق ذلك بدءاً من حامي عرينها عصام الحضري الذي دخل مرماه هدفان فقط حتى الآن في البطولة، مروراً بخط الدفاع الأفضل في البطولة حتى الآن بقيادة وائل جمعة ومحمود فتح الله وسيد معوض، وخط الوسط بقيادة القائد أحمد حسن والساعي مع الحضري إلى اللقب الرابع (1998 و2006 و2008)، وصولاً إلى خط الهجوم بقيادة عماد متعب ومحمد زيدان و"الورقة الرابحة" محمد ناجي جدو صاحب ثلاثة أهداف في 3 مباريات لعبها بديلاً، وبات يتصدر ومواطنه حسن وفلافيو أمادو (أنجولا) وسيدو كيتا (مالي) صدارة لائحة الهدافين.
وأكد المدير الفني حسن شحاتة الساعي بدوره إلى انجاز غير مسبوق وهو إحراز اللقب الثالث على التوالي، أن "المباراة لن تكون سهلة أمام المنتخب الجزائري خصوصاً بعد عرضه الرائع أمام كوت ديفوار"، مضيفاً أنه طلب من لاعبيه "التركيز والهدوء في المباراة لأن الإندفاع والتهور قد يكلفنا غالياً على غرار ما فعلته الكاميرون أمامنا ونجحنا في إخراجها."
وتابع "سندخل المباراة وكأننا نواجه الجزائر للمرة الأولى في تاريخنا ولن نفكر في الثأر أو رد الإعتبار وهاجسنا الوحيد سيكون تحقيق الفوز لأن هذه المباراة هي جسر عبورنا إلى النهائي وبالتالي الإقتراب أكثر من الإحتفاظ باللقب الثالث على التوالي."
ويبدو أن شحاتة انتبه جيداً لتصريحات لاعبيه التي كانت تحوي مضموناً واحداً وهو الثأر من الجزائر، وكان أكثرها حدة لمهاجم بوروسيا دورتموند محمد زيدان الذي وصف المواجهة بالحرب وقال "يجب على الفراعنة الفوز ليؤكدوا أنهم يستحقون المشاركة في كأس العالم، وليس الجزائر،" وأضاف "ستكون مسألة حياة أو موت. ستكون حرباً بالنسبة للمنتخبين."
وأردف قائلاً "بالنسبة لنا، إنها فرصة لنظهر للعالم بأننا نستحق الذهاب إلى كأس العالم، وإذا نجحنا في التغلب عليهم، سوف يكون بإمكاننا مشاهدة مباريات كأس العالم بكل فخر."
وأكد المدافع الأيسر سيد معوض "المباراة المقبلة ستكون في الملعب وبعيداً عن أي أحداث شغب، لكننا سنلقن الجزائريين درساً في فنون اللعبة،" مضيفاً "نرغب في أن نثبت بأن عدم تأهلنا الى كأس العالم كان بسبب بعض الظروف التي لم تسعفنا."
ولم تخرج تصريحات اللاعبين الجزائرين عن السياق ذاته، وأجمع أغلبهم على ضرورة تحقيق الفوز لتأكيد الأحقية بالتأهل إلى كأس العالم.
وكان اول المصرحين مهاجم بلاكبول الانكليزي عامر بوعزة الذي قال "مواجهة المنتخب المصري فرصة رائعة بالنسبة لنا لنفوز عليه ونؤكد ان تغلبنا عليها في السودان لم يكن ضربة حظ"، مضيفا "فزنا في السودان لاننا اجتهدنا ونملك لاعبين موهوبين. منتخبنا قوي بفضل قوة معنويات لاعبيه وروحهم القتالية".
ولن يكون المنتخب الجزائري لقمة سائغة امام الفراعنة، فهو بدوره يضم تشكيلة مدججة بالنجوم خصوصا قوته الضاربة خطا الدفاع والوسط وتحديدا في المباريات الاخيرة بقيادة حارس المرمى المتألق فوزي الشاوشي والمدافعين مجيد بوقرة ورفيق حليش ونادر بلحاج وثلاثي خط الوسط يزيد منصوري وحسن يبدا وكريم زياني والمهاجم كريم مطمور، بالاضافة الى العائد من الاصابة لاعب وسط لاتيسو الايطالي مراد مغني.
هذا مانشره موقع الفيفا وهذا هو المصدر
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]